الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

فوائد الصلاة والحكمة منها

بسم الله الرحمن الرحيم...

لعل كثيرا منكم قد تساءل يوما ما الفائدة من الصلاة؟ وما الحكمة من أمرنا بالصلاة وجعلها عماد الدين وثاني أركان الإسلام؟
إجابة هذا السؤال تتلخص في ثلاث كلمات "تنظيم حياة الإنسان" ولكن كيف تفعل ذلك؟... هذا هو السؤال الذي سأجيب عليه بإذن الله بالتفصيل في هذا الموضوع عن فوائد الصلاة والحكمة منها.

تنظيم الأوقات :

حيث أن أوقات الصلاة كانت ولازالت تستعمل في المواعيد؛ فما أكثر من يستعمل "بعد العصر" و"بعد المغرب" كمواعيد للزيارات والإجتماعات وما إلى ذلك، كما أن الإلتزام بهذه المواعيد أسهل وأضمن من الإعتماد على الساعة والمنبه؛ حيث يكون الأذان والإقامة منبها يعلمك بقدوم الوقت وهذا المنبه لا يحتاج إلى ضبط منك ولا يحتاج لأن يكون هاتفك معك.
كما أن الإلتزام بالصلاة في وقتها (وهذا واجب) له دور كبير في الإلتزام بمواعيد العمل والزيارات؛ فمن اعتاد الاستيقاظ باكرا لصلاة الفجر مهما كان عدد ساعات نومه فلن يصعب عليه الاستيقاظ لأي موعد وفي أي وقت.
ولا ننسى أن الصلاة توفر لنا أوقات للراحة من أشغالنا وهمومنا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أرحنا بها يا بلال) يعني بذلك الصلاة، وهذا الشيء ضروري لضمان الصحة والإنتاج فليس جيدا أن تعمل بتواصل وبدون فترات راحة.

رياضة ونشاط :

فذهابك للمسجد مشيا رياضة، ولا تستهن بصغر المسافة فلو أن بينك وبين المسجد 100 متر فقط فستكون قد مشيت كيلومترا واحدا في اليوم فقط للصلوات المفروضة.
ولو قلنا أن التمارين الصباحية تنشطك صباح كل يوم فالصلاة تنشطك كل يوم 5 مرات ونستطيع القول أن صلاة الفجر وحدها تغنيك عن التمارين الصباحية.

تنظيم للنظافة الشخصية :

لا صلاة بلا وضوء فالصلاة تستوجب الوضوء من الحدث الصغر والغسل من الحدث الأكبر (الجنابة) وفي ذلك حكمة بليغة حيث أن كثرة الوضوء تتناسب مع كثرة تعرض المناطق التي ينظفها الوضوء للأوساخ بينما قلة الاستحمام (مقارنة بالوضوء) يتناسب مع قلة تعرض بقية المناطق من الجسم للاوساخ (نظرا لأنها مغطاء بالملابس).
ونجد في إيجاب الغسل حكمة بليغة فهو ليس فقط نظافة للجسم بل تنظيم للجنس وللعادة السرية (لمن ابتلي بها) فمن يكثر منها عليه أن يكثر من الاغتسال وسيشكل ذلك مشقة عليه فيقلل منه ويزيد من الاغتسال ليوازن بين الأمرين.
ونجد أيضا في ترتيب الوضوء حكمة بليغة فمن شروط صحة الوضوء الموالاة والتي تقاس بألا يجف عضو قبل أن يغسل الآخر وترتيب الوضوء يراعي هذا الشرط فأول ما يتم غسله هو اليدان الذان لن يجفا لأنك ستستعملهما طوال الوضوء وسيلامسان الماء معظم الوقت ثم الفم الذي لا يجف ثم الانف الذي يصعب جفافه مقارنة بغيره ثم يجعل الوجه قبل الذراعين لأن الذراع يسهل ملامستها للأشياء مما يعجل جفافها ثم القدمان الذان سيلامسان الارض مباشرة مما يعجل جفافهما خصوصا إذا كانت الأرض قماشا أو ترابا.

الراحة النفسية :

فالصلاة راحة من هموم الدنيا وتقوية للأمل ولعلاقة العبد بربه، ونلاحظ في حركات الصلاة وأوضاعها أنها لا تصعب الخشوع بتاتا؛ فنحن لا نصلي ماشين ولا جارين ولا نقوم بحركات صعبة تفقدنا تركيزنا في صلاتنا.
كما أن حركات الصلاة تعمل كالفواصل بين الدعاء والآخر لمنع الملل أو الضجر أو الإكتفاء منه.

الألفة والمحبة بين الناس :

فيكفينا أننا نجتمع يوميا خمس مرات في المسجد ونصلي متراصين كالبنيان المرصوص.

تطوير علم الخرائط :

فعلماء المسلمين كان لهم دور كبير في تطور علم الخرائط؛ إذ يعود لهم الفضل في رسم خطوط الطول بناء على ملاحظتهم لاختلاف أوقات الصلاة من مدينة لأخرى.
كما أن دقة خرائط المسلمين وشموليتها ناجم عن أنها سبيلهم الوحيد لتحدد اتجاه القبلة في كل مدينة.

وفي الختام...

تذكر أخي المسلم أن الله لا يشرع عبثا وأن لكل حكم أو عبادة حكمة قد نعلمها أو نجهلها وهذا لا ينفي وجودها، وإنما علينا أن نسعى لمعرفتها والبحث عنها، ولا تجعل للاستسلام محلا من الإعراب؛ بل ثابر حتى تصل إلى مبتغاك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق